Wednesday 2 May 2012

"أتنصحني برمي العلم في الزبالة؟ العلم الذي أوصلنا إلى القمر والمريخ، والذي فلق الذرة وكشف مكوناتها، والذي أنتج لنا الأدوية التي نكافح بها أمراضنا، والذي أنتج لك الموبايل الذي تقرأ كلامي هذا من خلاله. تريدني أن أرمي هذه المنظومة في الزبالة؟ ليش؟ لا لسبب طبعا سوى لأنه يتعارض مع عقيدة زرعها أبواي في رأسي منذ ولادتي ورسخاها في ذهني، تماماً كما يفعل الهندوس والبوذيين والمسيحيين لأولادهم.
أما عن أدلتك فهذا ردي عليها:
 
آية وجعلنا من الماء كل شيئ حي ليس فيها أي إعجاز، لأن أي مشاهد بشري يعرف أنه لايمكن للنباتات أو للحيوانات أو للحياة بشكل عام أن تنشأ أو تعيش بدون ماء. والآية مجرد تدوين لهذه الملاحظة.
 
أما آية والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون، فأولاً عليها اختلاف من المفسرين، فمنهم من يعزي كلمة الموسعون إلى الوسع في الرزق، ومنهم من يعزيها إلى وسع السماء إشارة إلى ضخامتها، وليس إلى توسعها بالمعنى الفيزيائي الحديث، فهذا التأويل للآية ظهر بعد إكتشاف توسع الكون في بداية القرن الماضي، ولم يذكر أحد المفسرين قبلها بأن الكلمة تعني التوسع بالمعرف الفيزيائي.
 
أما عن جسمي وخلقته المدهشة ونظامه الدقيق حسب حجتك، فهذا التكوين قد فسرته نظرية تعرضت إلى أشد أنواع الهجوم من قبل المتدينيين، وهي نظرية التطور. تطور الإنسان هو حقيقة راسخة في المجتمع العلمي، ومقبولة بغالبية كبرى من السكان في الدول المتقدمة، يدعمه جبال من الأدلة التي تراكمت خلال المئة والخمسون عاماً منذ نشرها. ومقابل ذلك الكم الهائل من الأدلة التي تدعمها، لايوجد دليل واحد علمي يناقضها. وعليك أن تعلم أن الأقوال التي تزعم بخطأها ماهي إلا مجموعة من الأكاذيب والتلفيقات التي يختلقها الخلقيون المعادون لها."